في شمال الصين يستلقي ممتداً على مساحة تقرب ال (50) الف كم، يخترق مقاطعات الغرب كما الشرق، يمر بالجبال الشاهقة ويقف ك "تنين ضخم" يزوره حوالي أربعة عشر ملايين سائح سنوياً، انه سور الصين العظيم.
للسور قصة تحكي ذكاء الصينيين القدماء وعظمتهم، فهو أطول بناء في التاريخ على الإطلاق. ويبلغ طوله ما يقرب من (6.400) كم ، شُيّد كله يدوَّيا، وقد بدأ العمل به في أول القرن الرابع قبل الميلاد على الأرجح، واستمر حتى بداية القرن السابع عشر الميلادي.
بنى الصينيون السُّور لحماية حدودهم الشمالية من الغزاة. وقد تقوضت أجزاء من السور العظيم عبر السنين. وعلى كل حال فالكثير من بقاياه وأجزائه قد أُصلحت، أما الجزء الرئيسي من السور يبلغ طوله حوالي( 3.460)كم، وارتفاعه يبلغ حوالي( 7.5م) ويضيق عرضه إلى (75م) في القاعدة حتى (4.6م) في القمة،. وقد وُضعت له أبراج مراقبة على مسافات تتراوح بين (90) و(180م) على طول السور. واستخدمت هذه الأبراج التي يبلغ ارتفاعها 12م للمراقبة في وقت ما، ولكنها لم تعد تُستخدم للأغراض الدِّفاعية.
وطالما حمى السور الصينيين من الهجمات الصغيرة، إلا أنه لم يقدم سوى دفاع بسيط ضد الغزو الأكبر، عندما اجتاحت قوات القائد المغولي جنكيز خان السور في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي، وغزت الكثير من الأراضي الصينية. اجزاؤه دمرت بشكل كبير، عبر القرون. إلا أن الشيوعيين الصينيين أعادوا اجزاءً منه عندما بدأوا حكم البلاد. سنة (1949م)، وتقع هذه الأجزاء قرب الساحل الشرقي، خارج بكين، وفي مقاطعة كانسو في شمال الصين الأوسط.
في الوقت الراهن لم يعد الصينيون يستخدمون السور للدفاع، ولكنه يجتذب الكثير من الزُّوَّار.كما يحضر السائحون من الصين وبلاد أخرى لرؤيته. ويقوم المؤرخون بدراسة الكتابات والأشياء التي يُعثر عليها في تحصيناته أو مقابره على طول البناء. كما يقوم العلماء بدراسة الزَّلازل عن طريق اختبار أجزاء من السور تأثرت بتحركات سطح الأرض.
منظر لسور الصين العظيم
داخل احد ابراج المرقابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق